2008-02-19 • فتوى رقم 26972
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: أريد من سيادتكم أن تفيدوني بجواب لأني في حيرة، ولا أدري ماذا أفعل.
مشكلتي هي كالآتي: لما كان عمري خمس سنوات طلق أبي أمي، وتزوج من امرأة أخرى، وبقيت مع أمي حتى سن السادسة، بعد ذلك أبي رفع قضية ضد أمي لأخذي لعنده أنا وإخوتي الأربعة، ومنذ ذلك الحين لم أر أمي، وتوفيت ولم أرها.
أحس دائما بالذنب من ناحيتها، مع العلم لم يكن بإمكاني أن اذهب إليها لوحدي لأنه أولا غيرنا المنطقة التي كنا نسكن فيها، وثانيا أنها تزوجت، لم أكن أدري أين كانت تسكن، مع العلم أن أحد إخوتي ذهب إليها قبل وفاتها، ولكنه لم يقل لنا إلا بعد وفاتها.
أرجوكم دلوني: كيف أكفر عن ذنبي هذا، وهل علي إثم؟
والسؤال الثاني الذي يدور في ذهني هذه الأيام هو: إني لا أعرف أخوالي، ولا يعرفونني، مع العلم أنه ليس لي معهم مشكل، المشكل الوحيد الآن هو أنني تزوجت في مدينة تبعد حوالي 800 كم عن المدينة التي يتواجد فيها أهل أمي.
هل يعتبر هذا قطعاً للرحم؟
أرشدوني من فضلكم، جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك الآن أن تكثر من الدعاء لوالدتك، ولك فعل ما شئت من الطاعات النوافل وهبة ثوابها لها، فيصل الثواب إليها إن شاء الله تعالى، دون أن ينقص من أجرك أنت شيء، فتسعد أمك بذلك إن شاء الله تعالى، فتكون بررت بها بعد مماتها، وحاولت التكفير عما كان منك من جفاء حال حياتها، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:(إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) أخرجه مسلم.
ثم إنه عليك أن تحاول التعرف على أخوالك قدر استطاعتك وتحسن إليهم، وتصل رحمك.
وأسأل الله تعالى أن يرحم والدتك، ويوفقك إلى كل خير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.