2008-02-21 • فتوى رقم 27022
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم الأم التي ربت كل بناتها على الفساد لجلب المال، والأب راض، المهم المال، والطريقة لا تهم، فلا يعطون للشرف والعرض أهمية؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالأب والأم مسؤولان عن تربية أبنائهم وبناتهم، وهما مؤاخذين بتقصيرهما أو تربيتهما على غير القيم والمبادئ الإسلامية الذي ترضي الله تعالى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].
وروى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع، وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته، قال فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال: والرجل في مال أبيه راع وهو مسئول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
علماً أن مسؤولية الوالدين لا ترفع مسؤولية الأبناء، فالكل محاسب عند الله تعالى على أخطائه.
فعلى هؤلاء البنات أن لا يستسلموا لرغبات أمهم المخالفة للشريعة الإسلامية، بل عليهم أن ينصحوها مراراً وتكراراً في أوقات الراحة بأدب، ويعلموها بأنها بذلك تخالف الشريعة الإسلامية وتجلب الويلات لها ولبناتها، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؛ قال تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [لقمان:14-15].
ثم إن الرجل الذي لا يغار على زوجته وأهله ومحارمه إذا ارتكبن المحرمات هو الديوث الذي قال فيه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: (لايدخل الجنة ديوث، ولا مدمن خمر، ولا رجلة نساء) رواه الطيالسي، وهو يعني شدة حرمة ذلك.
لكن من تاب تاب الله تعالى عليه، فباب التوبة مفتوح لكل عاصي، إذ المراد بالحديث الشريف الديوث الذي لم يتب قبل موته.
فعلى الأبوين أن يفيقا من غفلتهما، وعلى الأولاد أن يبروا بوالديهم وينصحوهما ويحسنوا لهما في غير معصية.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.