2008-02-23 • فتوى رقم 27074
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا امرأة متزوجة، تزوجت من ابن عمي، وإخواني تزوجوا بإخوته في نفس الوقت، وكانت أمي معارضة للزواج بالنسبة لي، وقد كان زوجي أخوهم من أبيهم زوجات إخواني، وكان أبو زوجي لا يعين ابنه في مصروف لنا، وكانت أمي تطلب من إخواني التكلم مع بناته في الإنفاق على ابنه من أجلي، ولقد حدثت مشاكل بين إخوتي وزوجاتهم، وتوفي أحد أخوتي إثر تلك المشاكل بسبب مرض القلب، وبعدها أخي الأكبر حدثت بينه وبين زوجته مشاكل، ورفضت العيش معه، وأخذ أخي أولاده وحدثت مشاكل بسبب الأولاد وحضانتهم، وبسبب حب أخي لزوجته ورفضها العيش معه، وصارت هناك محاكم وقضايا، وزوجي لا يزال متمسك بي وبأولادي، لكن أخي ظل يلاحقه بالسب والإهانة من أجل المشاكل التي بينه وبين أخته، وذلك بزعمه أننا نحن سبب هذه المشاكل، مع العلم أني وزوجي نعيش مع والدتي وأخي في نفس البيت بهدف خدمة الوالدة والعنايه بها، ولكن بعد إهانة أخي لزوجي طلب مني أن أنتقل معه إلى سكن آخر، وطلبت منه أن تستأجر أمي مسكن بالقرب منا لأقوم بالعناية بها، ولكن أمي غضبت مني وصارت تسبني وزوجي، وفالت: إننا قتلنا ابنها، ويجب أن نتحمل من أخي بسبب دلك أي شيء، وأنها لا تريد الخروج من بيتها.
فهل علي إثم إن خرجت، أم يجب علي طاعة أمي ومخالفة أمر زوجي؛ لأن أمي ليس معها من يعينها، مع العلم أن أمي تبلغ من العمر 55 عاما، أيضا والدتي مريضة بالسكر والضغط، وأحياناً تجرح في زوجي أمامي، وأنا لا أطيق ذلك فأقوم بالرد عليها، وتصف أولادي بالجنس الخبيث، وأنهم أفاعي.
فماذا أفعل؟
أفيدوني، أكرمكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى المسلم أن يبر والديه ويحسن إليهما ما استطاع، ويطيعهما فيما يأمرانه به بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق به ضرراً، إلا إذا أمراه بمعصية الله تعالى فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن يعتذر إليهما في عدم طاعته في المعصية بأدب.
فقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الأبويين وإن كانا كافرين، فقال تعالى عن الأبوين: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) [لقمان:15].
فأرشدك إلى طاعة زوجك إن أصر على السكنى في منزل مستقل عن أهلك، وتعتذري لوالدتك في ذلك بلطف وأدب، وتبريها وتصليها وتعينيها على قدر طاقتك.
وأسأل الله تعالى أن يصلح ما بينكم، ويوفقكم لكل خير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.