2008-02-27 • فتوى رقم 27276
بسم الله الر حمن الرحيم
فتاة متزوجة، وتعاشر رجالا آخرين من أجل المال، واشترى لها أحدهم سيارة ومنزلا، وهي تجهر بهذه الأفعال، ولا تريد التخلي عنها، وكل ما تقوم به بعلم والديها بدون شرف ولا كرامة، المهم عندهم المنزل والسيارة.
فما حكم الوالدين الذين لا يغاران على شرفهم ودينهم، مع العلم أنهم لا يريدون النصيحة، وما حكم المنزل والسيارة لأنهم من الزنا؟
جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالزنا من أكبر الكبائر، وعلى فاعله أن يبادر بالتوبة النصوح بالندم والعزم على عدم العود إليه، وأن يبتعد عن مقدماته من النظر والحديث وغير ذلك من المحرمات...، وأن يكثر من العمل الصالح، هذا إذا خفي أمره، فإن كشف أمره للقاضي فجزاؤه الحد، وهو مئة جلدة لغير المتزوج والرجم بالحجارة حتى الموت للمتزوج.
ثم إن الأب والأم مسؤولان عن تربية أبنائهم وبناتهم، وهما مؤاخذين بتقصيرهما أو تربيتهما على غير القيم والمبادئ الإسلامية الذي ترضي الله تعالى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].
وروى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع، وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته، قال فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال: والرجل في مال أبيه راع وهو مسئول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
علماً أن مسؤولية الوالدين لا ترفع مسؤولية الأبناء، فالكل محاسب عند الله تعالى على أخطائه.
ثم إن الرجل الذي لا يغار على زوجته وأهله ومحارمه إذا ارتكبن المحرمات هو الديوث الذي قال فيه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: (لايدخل الجنة ديوث، ولا مدمن خمر، ولا رجلة نساء) رواه الطيالسي، وهو يعني شدة حرمة ذلك.
فعلى الأبوين وابنتهم أن يفيقوا من غفلتهم، إذ إن باب التوبة مفتوح لكل عاصي، ومن تاب تاب الله تعالى عليه، فليسارعوا للتوبة قبل فوات الأوان.
وأسأل الله تعالى لهم الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.