2008-02-28 • فتوى رقم 27292
كنت فاسقة وكافرة، وهداني ربي.
زنيت عدة مرات؛ زنيت مع خطيبي ومع غيره من قبل أن أتعرف إليه، حتى بعد التعرف إليه.
وأنا نادمة، وتبت إلى الله.
هل أقبل الزواج به دون أن أفصح له عن عملي الشائن، أم أكتم وأتزوج به, علما أنه قد سألني فكذبت خوفا?
نريد أن نتوب إلى الله ونتزوج، ونبدأ حياة جديدة.
نعيش في بلاد غير مسلمة، وأهلنا في بلدان متفرقة, كيف نتزوج زواجاً مشروعاً؟
لا أكف عن التفكير بالأمر: كيف يقبل الله توبتي ويبارك لي في زواجي، وما هي شروط عقد هذا الزواج?
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد وقعت فيما سبق في المحرم الشديد الحرمة، ويجب عليك الآن ستر نفسك والتوبة النصوح لله عز وجل، والندم والإقلاع عن هذا الذنب وأمثاله، والإكثار من الاستغفار.
فإن التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى﴾ [طه:82].
بل تنقلب السيئات إلى حسنات بفضل الله تعالى إن صدقت التوبة، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الجليل عن الله عز وجل: (أنا عند ظن عبدي بي) رواه البخاري، فليكن ظنك بالله عز وجل خيرا، فإن الله هو الغفور الرحيم.
ثم لا يجب عليك أن تقبلي الزواج ممن زنا بك، بل لك ذلك إن غلب على ظنك أنه تاب مثلك، فيعقد عليك بشروط الزواج الشرعية، من إيجاب وقبول، ووجود شاهدين يشهدان أحداث العقد، ورضى ولي الزوجة عند أكثر الفقهاء، وبعضهم لا يشترط ذلك، ثم لتكن بعد ذلك حياتكما مبنية على طاعة الله عز وجل واتباع أوامره يبارك لكما.
وإذا لم يتب فأرشدك أن تنتظري صاحب الخلق والدين لتتزوجي منه.
ولا يجوز لك أن تكذبي عليه إذا سألك عن ماضيك، ولكن لك أن تقولي له لا تسألني عن الماضي، واسألني عن المستقبل فقط، وأنا لا أسالك عن ماضيك أيضا.
وأتمنى لكما التوفيق والسعادة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.