2008-03-01 • فتوى رقم 27363
السلام عليكم ورحمة الله
أنا والحمد لله أعصم نفسي من الكبائر، ولم أفعل كبيرة من قبل.
أنا لا أريد تحليل الحرام، والعياذ بالله، ولكني أريد أن أسمع ما هو غير متشدد.
1- هناك صديق يريد أن ننام في الفراش سويا مع لف ذراعه حولي، مع العلم أني لا أكشف عورتي أمامه، ما حكمه، وما مدى حرمانيته إذا كان حراماً؟
2- إذا لامس ذكره مؤخرتي أثناء النوم من خارج الملابس (لا يوجد ملامسة جلدية مباشرة لهذة المناطق)، مع عدم الإنزال، ما حكمه، وما مدى حرمانيته إذا كان حراماً؟
3- ما الفرق بين ما لا يجوز، والحرام، والمكروه؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن نوم الرجلين في فراش واحد لا حائل بينهما لا يجوز، ففي صحيح مسلم والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد).
هذا إذا كان ليس بينهما حائل، وإذا وجد بينهما حائل، ولم يكونا متجردين من ثيابهما، وأمنا الفتنة، فيكره ولا يحرم.
وفي كل الأحوال الأفضل أن ينام كل رجل في فراش مستقل؛ لأن ذلك مع عدم وجود ضرورة له بريد فتنة، فيجب اجتنابه.
ثم إن المقصود بـ (ممنوع، ولا يجوز شرعاً) هو الحرام أو المكروه تحريما أو المكروه تنزيها، وأستعمل هذا المصطلح عندما يكون بين الفقهاء اختلاف في الحكم مع الاتفاق على المنع الذي على المسلم تجنبه بحيث يعاقب أو يعاتب على فعله، ويثاب على تركه.
أما المقصود بـ (المكروه) فينقسم إلى قسمين:
القسم الأوّل: المكروه كراهة تنزيهٍ، وهو ما كان إلى الحلّ أقرب, بمعنى أنّه لا يعاقب فاعله أصلاً, لكن يثاب تاركه أدنى ثوابٍ.
القسم الثّاني: المكروه كراهة تحريمٍ، وهو إلى الحرمة أقرب، بمعنى: أنّه يتعلّق به محذور دون استحقاق العقوبة بالنّار، وأغلب من يفرق بين هذين النوعين الحنفية.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.