2008-03-03 • فتوى رقم 27453
أنا شاب عمري 26 سنة، وقد عملت عمل اللواط، وتبت ولكني لم أفعل فقط بل فعل بي أيضا، وأنا أخاف أن أنفضح منهم, وهذا يقلقني كثيرا، ولا أدري ماذا أفعل مع أني تبت ولله الحمد...
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاللواط محرم بإجماع المسلمين، وهو من عظيم المعاصي التي نهي عنها وزجر بوعيد شديد، لأضراره الصحية والخلقية والاجتماعية، ومنافاته للفطرة البشرية، وقد عاقب الله تعالى قوم لوط لانتشار اللواط بينهم باستئصالهم جميعا، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود:82].
لذلك ما عليك الآن بعد أن زلت بك قدمك إليه سابقاً إلا أن تبادر إلى التوبة النصوح من ذلك، والبكاء والندم على هذه المعصية، والعزم على عدم العود إلى مثلها، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فيما لو صدق العبد توبته.
وعليك أن الإكثار من الدعاء، وعمل الصالحات من الأعمال؛ كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114].
ثم إن كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها إن شاء الله عند الله تعالى.
وعليك بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، مع الإكثار من الصوم، والسعي للزواج ما أمكن، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وعليك بعد ذلك أن تستر نفسك وتطلب من الله تعالى الستر، وتكثر من دعائه بذلك، وتبتعد عن الأشخاص الذين فعلت الفاحشة معهم، والله تعالى ستير، وأسأل الله لك الستر والسلامة في الدين والدنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.