2008-03-05 • فتوى رقم 27493
بسم الله الرحمن الرحيم
هل من للأب أن يتمسك بالمنزل الذي أخذه بالحرام، وكذلك الحي الذي عرف فيه بالفحشاء، وعلم كل الجيران بافعال بناته من زنا وسوء الأخلاق، فزوجي الوحيد الذي ينصحه ببيعه والتصدق بالمال الذي أخذه من الحرام، والرحيل الى مكان آخر لا يعرفهم فيه أحد؛ لأن زوجي لا يحب أن يسمع ما يقال عنهم، فكلما زارهم يصاب بانهيار عصبي لسوء ما يرى ويسمع، ولا يستطع رفع رأسه أمام الناس؟
أجيبوني جزاكم الله خيراً، فما الحكم أنا خائفة على زوجي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى هذا الأب أن يتخلص من ماله الحرام برده إلى صاحبه إن كان له صاحب، أو بإنفاقه على الفقراء والمساكين إن لم يكن له صاحب، والأفضل في حقه أن ينتقل إلى مكان آخر لا يعرف الناس فيه عيوب أسرته ومعاصيهم، وعليه في كل الأحوال أن يعود إلى جادة الاستقامة بترك المال الحرام ونهي بناته عن المحرمات، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]
وروى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع، وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته، قال فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال: والرجل في مال أبيه راع وهو مسئول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)) رواه البخاري، وعلى الناس من حوله أن يستمروا في نصيحته وتذكيره بالله تعالى، ويكثروا من الدعاء له بالهداية لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، أسأل الله له ولأسرته الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.