2008-03-08 • فتوى رقم 27617
بسم الله الرحمن الرحيم
ماحكم الإخوة الذكور الذين لا يغارون على أخواتهم البنات، ولا يقمن بأي شيء لمنعهم من معاشرة الرجال، ويقولون هذا ليس من شأننا كل واحد مسؤول عن نفسه، وزيادة على ذلك ياخدون منهم المال والسيارة، ويدخلون المنزل الذي منتهك العرض والشرف؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهولاء الإخوة مسؤولون عن أخواتهم، وهم مؤاخذون إن تركوا نصحهم وزجرهم عن المعاصي، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].
وروى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع، وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته، قال فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال: والرجل في مال أبيه راع وهو مسئول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
ثم إن الرجل الذي لا يغار على زوجته وأهله ومحارمه إذا ارتكبن المحرمات هو الديوث الذي قال فيه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: (لايدخل الجنة ديوث، ولا مدمن خمر، ولا رجلة نساء) رواه الطيالسي، وهو يعني شدة حرمة ذلك، فعلى هؤلاء الإخوة أن يسارعوا في زجر أخواتهم عن المعاصي باللين واللطف والتذكير بالله تعالى والتخويف من عقابه أولا، فإن لم يفد ذلك فبالقوة والمَنَعَة، كل ذلك بحكمة، وعليهم مع ذلك أن يكثروا من الدعاء لهم بالهداية، أسأل الله لهم التوفيق.
والأخوات مسؤولات عن أنفسهن وإخوتهن بالدرجة نفسها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.