2008-03-10 • فتوى رقم 27683
هجر أبي أمي (في الفراش) أقصد المعاشرة الزوجية منذ13 سنة، وهو حاليا متزوج من أمرأة أخرى، وهو يبيت معنا 3 أيام كل أسبوع وأمي طبعا موجودة معنا بالمنزل. تريد أمي أن تعرف إذا كان هذا الوضع شرعي أم لا؟
وهل يجب عليها ترك المنزل عندما يبيت معنا أبي بالمنزل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز للزوج أن يتعمد هجران زوجته أبداً بغير مبرر، قصرت المدة أو طالت، لأن ذلك نوع إيذاء لها، وهو حرام شرعاً، وقد أمر الله تعالى الأزواج بالإحسان لزوجاتهم، ومنعهم من الإساءة إليهن، والهجران من أشد أنواع الإساءة، ولكن لو حدت بالزوج ظروف قاهره دعته إلى نوع من الهجران، كالمرض أو السفر مثلاً، فلا يلام في ذلك، وعلى الزوجة في هذه الحال أن تصبر وتحتسب، وكذلك يباح للزوج أن يهجر زوجته إذا قصرت في حق ربها أو في حق زوجها، ولكن بمقدار ما يردعها عن تقصيرها ويعيدها إلى الطريق الصحيح، دون مبالغة، لقوله تعالى: (وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) (النساء:34).
وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلى كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خير الزوجين من يسامح أكثر، وليس من يحاسب أكثر، وأتمنى لكما السعادة والتوفيق.
والهجر لا يعني الطلاق فليس على أمك ترك المنزل، بل لا بد من أن ينصح والدكم ويذكر بالله تعالى، وعليه أن يستجيب، أسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.