2008-03-10 • فتوى رقم 27697
السلام عليكم...
أود السؤال عن عقوق الأهل لأبنائهم...هل يعتبر دعاء الأهل بدون سبب يوجب على أبنائهم عقوقا؟
هل أنا آثمة إذا قلت لأهلي أنهم كاذبون لأنهم فعلا يكذبون علينا؟
ماذا أفعل يخطئون ويلومونا...لا ياخذون برأينا ويلومونا عند وقوع المشكلة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
دعاء الوالدين على أولادهم أو غضبهم عليهم بغير حق لا يجوز، والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له إن شاء الله تعالى كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) أخرجه مسلم.
وليس لك أن تقولي لأهلك أنهم كاذبون، فذلك ينافي الأدب والرحمة وخفض الجناح والذل للوالدين الذي أمر الله به قال تعالى:((﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23_24].
فأني أنصحك بأن تكوني لطيفة مع والديك، محترمة لأبوتهما ولما قدماه لك من تضحية، وأن تحاولي قدر إمكانك أن تلبي لهما ما يرغبان فيه من الأمور المباحة على قدر إمكانك، إلا ما نهى الله عنه، فإن تمكنت من ذلك فقد فعلت ما تقدرين عليه من البر لهما، أعاننا الله وإياكم على طاعته.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.