2008-03-21 • فتوى رقم 27810
السلام عليكم
تحيه طيبة وبعد: لماذا يأخد الرجل أكثر من المرأة حتى في الثروة، هناك من قال لي لأن الرجل يصرف علي زوجته، لكن لم أقتنع هناك رجال عزاب؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يأخذ الذكر أكثر من الأنثى في كل الأحوال وعمومها، وفي كافة المسائل وجميعها، بل قد يُسوَّى بين الذكر والأثنى في بعض المسائل، كما لو ترك الميت أباً وأماً وأولاداً، فكلا أبويه يأخذ السدس دون تفريق بين أنوثة الأم وذكورة الأب، وهناك أمثلة أخرى تُنظر في مظانِّها من كتب الفقه، بل قد تأخذ الأنثى أكثر من الذكر في بعض المسائل، كما لو تركت المتوفاة زوجاً وابنةً، فإن الزوج (الذكر) يأخذ الربع، وتأخذ الابنة (الأنثى) ضعف ما أخذ أبوها وهو النصف.
فقول الله تعالى ((يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين)) ليس قانوناً عاماً يُطبق في جميع مسائل الميراث كما يتصور الواهمون، ويصوره أعداء هذا الدين غزاة الفكر، بل هو حالة خاصة لإرث الأولاد، ولغير الأولاد قواعدَ أخرى يرثون على أساسها.
أما لمَ جعل الله للذكر من الأولاد ضعف نصيب أخته؟
فالجواب أن الابن يتكفل (بأمر الشرع) بالإنفاق على والدته، ووالده إن احتاج، ويتكفل مع ذلك بنفقة زوجته ومهرها، ونفقة أبنائه دون أن تتحمل أخته شيئا من هذه النفقات، أفليس من العدل أن يأخذ الابن من أبويه (وقد كلف بالإنفاق عليهما) أكثر من أخته التي لم تكلف بشيء من هذه النفقات؟!
لقد حفظ الإسلام للمرأة عزتها وكرامتها، فأوجب نفقتها على الرجال من حولها سواء أكانت ابنة أو أختا أو زوجة أو أمَّا أو غير ذلك...، دون أن تتحمل هي شيئا من النفقات.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.