2008-03-21 • فتوى رقم 27839
السلام عليكم
عرض علي مسلم أجنبي أن نتعرف قصد الزواج، فاستخرت، وفعلا زارنا في بلدي وخرجنا معا مع أخي في كل مرة، ثم رجع لبلده.
أعجبني كثيراً دينه وخلقه، وتعلقت به سريعا، وأخبرني أنه معجب بديني وخلقي، غير أنه يحتاج لوقت ليطلبني لأن لديه مشاكل من الماضي لم تحل.
مرت أشهر ونحن على اتصال، ثم مرة حدث موقف ظهرت فيه غيرتي واستأت، فحاورني في الأمر قليلا، ولم يستطع إقناعي. فقال لي: علينا أن يذهب كل منا لحاله، فناقشته فأقنعته.
وعاد الأمر كما هو عليه، إلى أن ألححت: لماذا لا نتزوج؟ عندها أخبرني أن مشاكله لم تحل، ولكي لا يجعلني أنتظره قرر أن لا يتزوجني، وقال: إن مشاعره لم تنم تجاهي، وإني أستحق أفضل منه.
ألم كبير وصدمة، فاتجهت إلى ربي بالدعاء لأني تعلقت به كثيراً، وكررت الاستخارة وكلمت الشاب أن يراجع قراره ويستخير.
فكان رده الأخير أنه عندما أراد في المرة الأولى إنهاء الأمر كان بسبب رجوع فتاة أحبها في الماضي، ولما قبل أن يواصل معي كان لأنه ظن أنها لن تعود إليه، وأما قراره النهائي فلأنها عادت تتصل به كثيراً وتراسله، حتى ألبست عليه، وما عاد يدري أينا يريد، ومع اتصالها الكثير به أحبها مجددا، فآثر الزواج منها هي، إلا أن هناك مشاكل تمنعهما، وهي التي قال سابقا أنه يريد حلها.
ومع تأجج مشاعره نحوها صار لا يستطيع أن يتزوجني أنا.
انصحوني رجاءا.
أهذا حقا ظلم منهما لي، أشعر بالخيبة والخذلان والحيرة، هل أصرف النظر أم أناقشه أخطاءه؟
هل أحاول إقناعه أن الدين والخلق أهم من الحب ما دام هناك تجاذب، وسيأتي الحب بالعشرة؟ هل أكرهه أم أبغض فعله فقط؟
كيف يطلب مني الإسلام أن أتصرف معه تحديدا وسأفعل: هل أسامحه على ظلمي؟
أرجوكم فصلوا لي كل شيء، وخذوا وقتا كافيا، لأني لا أستطيع التمييز، وهذا الأمر جعل داخلي شعورا رهيبا بالخوف من الارتباط، خاصة الزواج، خشية أن أترك بسبب امرأة أخرى.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحديث بين الجنسين الأجنبيين عن بعضهما ممنوع شرعاً لخطورته مهما كانت النيات طيبة؛ لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم.
وما كان منك سابقاً مع الشاب المذكور ليس من باب الضرورة، بل كان من تسويل الشيطان ومكائده.
فعليك الآن أن تقطعي علاقتك معه نهائياً، فإن طلبك من أهلك زوجة لك وعقد عليك فهو زوجك، وإلا فهو أجنبي عنك،ثم لا تعودي لإقامة علاقة محرمة مع غيره من الرجال الأجانب عنك مستقبلاً.
ثم إن أتاك الشاب الخاطب فليسأل عن دينه وأخلاقه أحد محارمك، فإن رضيت ذلك منه فاقبلي به بعد صلاة الاستخارة، ثم تتزوجان ويحل لكما بعد العقد الشرعي ما يحل للزوجين.
وإلا فانتظري خاطباً غيره ترتضيه.
وأسأل الله تعالى أن يهيء لك الزوج الذي يليق بك، وتسعدين معه في الدنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.