2008-03-21 • فتوى رقم 27897
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاما كنت مرتبطا بعلاقة غير شرعية بفتاة, وتطورت العلاقة حتى وصلت إلى مرحلة الزنى انتهت بفقد الفتاة بكاراتها، وكانت المصيبة الكبرى فرجعنا إلى الله عز وجل بالتوبة التي لا رجعة بعدها إن شاء الله، وبعدها قررت تصحيحي الخطأ بالزواج من الفتاة وسترها علما أن الفتاة وخصوصا بعد توبتها أصبح لديها الحد المقبول من مواصفات زوجة المستقبل فهي الآن محجبة، وتصلي وتقرأ القرآن وأخلاقها حسنة، فعرضت الموضوع على أهلي فقوبلت برفض شديد من الأهل وحاولت إقناعهم بما أتيح لي من السبل، ولكن الرفض مستمر، وأنا أبتغي بر الوالدين وهما بمرحلة متقدمة من العمر، ويريدان أن يزوجاني لأي فتاة أخرى، فأرجو منكم توضيح الرؤية الشرعية، فهل أتزوج الفتاة رغم معارضة الأهل؟ وهل أكون أثما إذا لم أتزوجها برا بوالدي؟
وأجو منكم إبداء النصيحة الشخصية، وجزاكم الله عني كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لقد أخطأتما كثيراً في ارتكابكما المحرم الذي نهى الله عنه.
وعليكما الآن بعد التوبة النصوح الندم مع الإكثار من الاستغفار، وعدم العود لمثل ذلك في المستقبل.
وباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ثم إن تيقنت من توبة من زنيت بها وتوبتك فلا بأس بالزواج منها وسترها إن رأيتها مناسبة لك، على أن تكون علاقتكما مبنية على الطاعة والامتثال لله تبارك وتعالى بعد ذلك، وأسأل الله تعالى العليم الخبير أن ييسر لكما الخير في الدنيا والآخرة.
ولا يجب عليك الزواج من هذه الفتاة، لكني أنصحك بأن تعيد المحاولة مع أهلك للزواج من هذه المرأة إن علمت توبتها، علما أنه للتائبة عن الزنا توبة نصوجاأن ترقع بكارتها ويجب عليها أن تستر نفسها، وأسأل الله تعالى أن يختار لكما الخير الذي يرضاه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.