2008-03-21 • فتوى رقم 27936
أنا فتاة عمري 24 سنة، تعرفت إلى شاب وحبلت منه بالحرام، وعندما أعلمته أجبروني هو وأهله على إسقاط الجنين بالشهر السادس من دون علم أهلي.
أنا بحالة مزرية الآن، وتعبانة جداً، وأريد التوبة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى.
فما هي دية وكفارة الجنين، وكيف أكفر عن ذنبي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته سابقاً هو من المعاصي الشديدة الحرمة.
ثم إن الإجهاض حرام بعد تمام الشهر الرابع للجنين باتفاق الفقهاء لنفخ الروح فيه، وكان عليكم تركه إلى ولادته ثم يقضي الله تعالى فيه أمره، وهو أحنى عليه منكم جميعا.
وعلى كل حال ما دام الإجهاض قد تم بعد الشهر الرابع ففيه الغرة (وهي نصف عشر دية الرجل)، ودية الرجل هي ما يساوي تقريباً (4.25) كغ من الذهب الخالص، فتكون دية الجنين حوالي (212.5) غ من الذهب الخالص أو قيمتها من أي عملة كان.
وفيه الكفارة عند بعض الفقهاء، وهي صيام ستين يوما متتابعة، وبعض الفقهاء يرى الكفارة مندوبة لا واجبة.
وعليك أيضاً الاستمرار في ستر نفسك مع التوبة النصوح إلى الله تعالى، إذ باب التوبة مفتوح لكل عاصي، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ثم إذا كنت راضية عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.