2008-03-21 • فتوى رقم 27957
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 29، وأعمل بالسعودية.
في الحقيقة أنا في أشد الحاجة للارتباط، وأعني الارتباط الرسمي على شرع الله، وفي الحقيقة أهلي، وأقصد والدتي وإخوتي الأولاد، لا يدركون مدى معاناتي، فأنا أحتاج إلى من تعينني على طاعة الله، أحتاج إلى حنان امرأة، أحتاج إلى وجود إنسانة تتقى الله في وتعيني على دخول الجنة بها.
المهم لا أطيل عليكم، إخوتي يرون أن سن الزواج ما زال لم يأت، لأنهم تزوجوا عن سن 32، ونحن الحمد لله إخوة متحابين وأصحاب مراكز مرموقة، ولكن على رأي المثل: الذي يده في الماء ليس مثل الذي يده في النار، وكلما أحثهم على البحث عن إنسانة من أصل طيب وتتقي ربها يقولون لي: لماذا أنت مستعجل؟
المهم حتى لا أطيل عليكم.
هل البحث عن طريق المواقع للزواج في الإنترنت مشروع، أم لا؟
واقصد أن هذه المواقع يوجد فيها الكثير من الكذب والخداع والنفاق، ولكن لو صادقت وقابلت فتاة أحسبها على خير، وتحدثنا معا حتى نعرف بعضنا حديثاً في حدود اللائق، هل هذا حرام، وأنا في نيتي طبعا الارتباط، لو أتنفقنا وهي كذلك، ولكن أوقات تحتاج إلى الحديث المطول، لأن بعضهم يتقن الخداع، فلا بد من الحديث المطول، ولو اتفقنا وكل واحد فينا أحس أن هو هذا الذي يتمنى حقا، نتزوج بدون الأهل ونتوكل على الله.
سؤالي بوضوح: هل معرفة فتاة والحديث معها مرة واثنتين وثلاثة وأربعه...، ولكن في حدود الأخلاق والآدب لأنها من الممكن في يوم تكون زوجتي، هل هذا مقبول، وإن لم يكن مقبولاً شرعاً، ما مدى وزره، وهل بهذا أنا أبدأ حاجة كالزواج بمعصية؟
أتمنى أن تكون الصورة وصلت إليكم، لأنه بالفعل أعرف قتاه أحسبها على خير، وأريد أن أعرفها أكثر، لكن لو كانت أختي لن أرضى لها أنها تعرف على أحد على النت وتكلمه، وفي نفس الوقت أرغب في أن أعرفها جيداً من أجل لو دخلت بيتهم أبقى عارف البنت جيداً.
جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة؛ لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم.
ولا أرى أن هذا من باب الضرورة، كما لا أرى أن ذلك طريق صحيح للزواج، بل هذا من تسويل الشيطان ومكائده.
فعليك قطع علاقتك مع هذه الفتاة، وبإمكانك أن تسأل عنها أقاربها وفي محيطها عن دينها وأخلاقها، فإن ارتضيتها زوجة وعقدت عليها بشروط العقد الشرعية تكون زوجة لك، وقبل ذلك أنت أجنبي عنها من كل الوجوه كأي رجل غريب.
وكما ذكرت لك لا أرى أن ما ذكرت طريق صحيح للزواج، بل أرى أن تحاول إقناع والدتك بمدى حاجتك للزواج إن كنت تملك نفقاته، لتخطب لك الفتاة التي ترتضيها هي وأنت.
وأسأل الله تعالى أن يسهل لك الزواج من امرأة صالحة، تعفك في الدنيا، وتسعد معها في الدارين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.