2008-03-23 • فتوى رقم 27998
السلام عليكم
جدي رجل كبير في السن، ولكنه يصلي ويذهب للمسجد كل صلاة، وفي كثير من الأوقات يقوم بالدعاء على أولاده وعلى أحفاده دعاءً شديداً دون سبب، ولكنه يتخيل له أنهم سرقوه، فهل هذا الدعاء مستجاب أم لا؟
وهل لو قاموا أولاده بعدم التحدث معه وقطعه، هل هذا يجوز أم لا، أو ماذا يفعلون؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالواجب على الأولاد بر والدهم وجدهم والإحسان إليهما وطاعتهما، وعدم عقوقهما أو معاملتهما بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23].
وقد حذر الشارع من عقوق الوالدين، وبين أن دعوتهم على أولادهم مستجابة، لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الوالدان على ولدهما إلا بخير، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) أخرجه مسلم.
فعلى الأولاد وأولادهم أن يبروا بجدهم قدر استطاعتهم، وأن يتحملوه ويستوعبوه إن صدر منه في بعض الأحيان ما لا يرتضوه.
ثم إن دعاؤه على أولاده بغير حق لا يجوز، والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له إن شاء الله تعالى كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) أخرجه مسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.