2008-03-23 • فتوى رقم 28015
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي جارة تكبرني بكثير، وأنا أحترمها، وهي متزوجة، وأنا لا أزال فتاة، وهذه السيدة تدعوني دائما لأزورها في بيتها، وأنا لم أستجب لهذه الدعوات إلا مرة واحدة، ورفضت ولا زلت أرفض دعواتها بتقديم أعذار، وبلطف.
وسبب رفضي لدعواتها هو كونها إضافة إلى زوجها كثيروا الكلام، فهما من النوع الذي يتكلم باستفاضة عن أي شخص، سواء كان ذلك بالإيجاب أو بالسلب.
وقد كانت هذه السيدة صديقة لإحدى قريباتي، وعندما تحكي لي جارتي هذه عن زيارات قريبتي لها تتفوه بأشياء ليس لها أصل في الواقع، تقول مثلاً: إن قريبتي كانت عندما تتأخر معها في بيتها أثناء زيارتها كان إخوة جارتي يصطحبونها إلى منزلها بسبب الوقت المتاخر، أو مثلاً: إن قريبتي كانت تتجاذب أطراف الحديث مع زوج جارتي أثناء قيام الجارة بتحضير الطعام... وغير ذلك من المسائل التي لا أرضى أن تحكي عني في يوم من الأيام.
فلا أريدها أن تقول عني مثلاً: إني دائمة الزيارة لها، كما تقول عن قريبتي.. فجارتي هذه تعمم النسبي، فأنا أخشى إن زادت زيارتي لها عن ثلاث مرات أن تقول عني أني مقيمة معها....
ما قولكم في هذا يا شيخنا، هل أنا مقصرة في حق جارتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من الامتناع عن زيارتك لجارتك إن رأيت مبرراً لذلك، دون أن يكون هناك كذب عليها عندما تعتذرين عن تلبية دعوتها لك لزيارتها، مع الاستمرار في الإحسان لجارتك، وعدم التحدث عنها بالسوء أمام الغير.
ولا مانع أيضاً إن رأيت أن المصلحة تكمن في أن تزوريها وتنصحيها، دون أن تتضرري من ذلك، فلا مانع من زيارتها لكن دون وجود اختلاط مع الرجال الأجانب عنك أو غير ذلك من المحرمات.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.