2008-03-24 • فتوى رقم 28053
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي: أنا امرأة متزوجة، عمري 22 سنة، عندي ولدان، والمشكلة التي عندي هي أنني أخون زوجي عبر النت، ولا أدري كيف أتخلص من هذه المشكلة، رغم أنني كل يوم أطلب الهداية من الله.
أرجوك سيدي ساعدني، أنا أحب زوجي وأحب عائلتي، أرجوك: ماذا أفعل؟ أنا أحيانا أفكر في إخبار زوجي، لكن أخاف من ردة فعله، أرجوك: ماذا أفعل؟
وسؤالي الثاني: إن ابنة أخت زوجي تعلم بخيانتي، وأنا أخاف في يوم من الأيام أن تكشف سري، فماذا أفعل في رأيك؟
سؤالي الثالث: هل تقبل صلاتي ودعواتي رغم تصرفاتي السيئة؟
وسؤالي الأخير: هل يجوز أن أحج لوالدي قبل ما حج أنا؟
أعتذر على إطالتي، وأتمنى أن تدعو لي بالهداية والسترة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأول ما أنصحك به مجاهدة نفسك، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا يخفى عليه خافية.
ثم عليك أن تستري ما كان منك سابقاً ولا تخبري أحداً به، ثم تتوبي إلى الله تعالى نصوحاً عما كان منك، وتكثري من الاستغفار والأعمال الصالحة، وتقلعي عما ذكرت من محرم، وتعزمي على عدم العود إليه أبداً في المستقبل، واستعيني على نفسك أيضاً بملء وقتك بأعمال علمية أو مهنية مفيدة مباحة تشغل وقتك كله، وتكون ممتعة لك لا متعبة، وعليك أن تبتعدي علن النت مطلقا.
وأن تستشعري أن الله عز وجل مطلع عليك في جميع أحوالك، وأن ما تعمليه من المحرمات التي ستحاسبين عليها يوم القيامة.
ثم بعد ذلك إن لم تستطعي الامتناع عما ذكرت من المحرمات فأرشدك إلى أن لا تجلسي إلى جهاز الحاسب بمفردك مطلقاً كي لا تتغلب نفسك وشيطانك على ضميرك.
فإن لم تستطعي أن تضبطي نفسك فأنصحك بعدم الجلوس أمام الحاسب نهائيا.
مع دعاء الله عز وجل أن يحفظك من ارتكاب ما حرم.
وأدعو الله عز وجل أن يجنبنا المعاصي ما ظهر منها وما بطن.
ثم عليك أن تحجي عن نفسك أولا، ثم لك أن تحجي عن غيرك من المسلمين الأموات أو الأحياء بعد ذلك من مالك، سواء حجوا قبل ذلك أو لم يحجوا، ولك في ذلك الأجر الأوفى، أو تدفعي مالا لغيرك ليحج به عن غيرك؛ لأن الحج عن النفس فرض، والحج عن الغير نفل، والفرض مقدم على النفل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.