2008-03-24 • فتوى رقم 28069
السلام عليكم
أنا رجل مصري ويعمل قانون الأحوال الشخصية في مصر بالمذهب الحنفي في الزواج، ولقد تقدمت للزواج من بنت تربطني بها عاطفة جياشة، ووالدها متوفى وأنا الحمد لله ميسر الحال، وملتزم بديني ولا موانع شرعية عندي تحول دون زواجي منها، ولكن أهلها جميعا رفضوا حتى مجرد مقابلتي أو مقابلة أي أحد من أهلي لهم لاني متزوج وعندي أولاد، مع العلم أن جميع أهلي وحتى زوجتي على علم بذلك، ولا مانع لديهم جميعا بما فيهم زوجتي لأني أخبرتها وقانعة بذلك وراضية، وأمام الرفض الحاد من أهلها لم نجد إلا أن نتزوج ونضعهم أمام الأمر الواقع، وقد حدث أن تزوجنا في بيت أختي على يد مازون شرعي، وإمام أهلي جميعا وبشهود دون وجود وليها؛ لأنها عمرها فوق الـ 21 عاما فيحق لها تزويج نفسها حنفيا، وسالت عن أكبر مهر لأخواتها الكبار وضاعفت مهرها، ومؤخرها عن مثيلاتها كي أبتعد عن شبهة الاستغلال واشتريت لها ذهبا بالقدر المعقول، ولكن ليس بالهين، وقلت لجميع أهلي أنا أتزوج وكائني أزوج أختي، فما أرتضيه لأختي أرتضيه لها وأزيد الضعف، وبعد أربعة أيام من عقد الزواج جاء جميع أهلها أعمامها وإخوانها وجميع أهلها قاطبة وجلسوا معي، وبعد عتاب ونقاش فيما حدث وافقوا على العقد، وقاموا بعمل قائمة منقولات تفوق أيضا المثيل لديهم عملا بما هو ساري من عرف اجتماعي، ووقعت لهم على القائمة وارتضينا وذهبت لهم في بلدهم في بيتهم أنا وهي، وأقامنا احتفالا أسريا معهم، وقمنا في صلاة المغرب باشهار الزواج أمام أهلها والموجودين جميعا في المسجد، وبحضور شيخ المسجد وبعد خطبة الزواج بارك لي أهلها جميعا، وطلب أكبر أهلها قيمة ومنصبا لكنه ليس أقربهم لها طلب من الشيخ عقد الزواج مرة أخرى فقال طالما كتبتم فلا داعي للعقد مرة أخرى والعقد الموجود مستوفي الشروط ولا شيء فيه، فاجاب أهلها بقبول ذلك واقتنعوا بما قاله الشيخ، ولم يعلق أحد على العقد لما فيه من نزاهة في مهر ومؤخر ضعف ماهم معتادون عليه، وبعد ذلك قطعوا صلتهم بنا مما يحول دون فسخ العقد الحالي، وعقده مرة أخرى، وأصبح لي من زوجتي هذه ولدا الآن فهل في ضوء ماشرحت عقد نكاحي صحيح شرعا أم لا، وهل يعتبر ماجرى في المسجد عقد مرة أخرى بموافقة وليها، وهل الماذون يعمل عمل الولي بصفته مأذون من الحاكم خصوصا أننا وثقنا العقد في المحكمة والخارجية وجميع الجهات المختصة،
المهم ماهو حكم زواجي الآن في نظر الشرع فقد شككني الكثير في عدم مشروعيته مع استحالة إعادة عقده مرة أخرى لانقطاع أهلها عنا تماما فهي تعمل لصلتهم، وهم رافضوا وأنا اعمل لذلك ولكنهم في رفض تام لاي علاقة بيننا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فزواجك هذا صحيح لا إشكال فيه إن شاء الله تعالى بما أنه استوفى الأركان والشروط، والولي ليس شرطا للزواج في المذهب الحنفي، فأسأل الله لكما التوفيق ودوام السعادة في الدنيا والآخرة، وأوصيكما بأن تجتهدا في صلة الأرحام، أسأل الله لكما التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.