2008-03-25 • فتوى رقم 28075
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ: أنا أشعر بضيق كبير، فقد قمت بعمل معصيه كبرى، وأشعر أن الله غاضب علي، مع أني والله غير مصدق أني قمت بمثل هذا الفعل، ولا أدري ماذا أفعل؟
أنا حزين جداً، ولا أعلم ماذا أفعل: هل من الممكن أن يتوب الله علي، هل من الممكن أن تعود علاقتي بربي كما كانت، فأنا والله العظيم أحب ربي جداً جداً، ولكني أقر أني مقصر في كثير من العبادات، ولكن لم أكن أعصي ربي، وأنا لا أدرى ماذا أفعل؟
أرجو منك الدعاء لي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وإذا كان فيها حق آدمي فلا بد من طلب السماح منه أو توفيته حقه.
والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70] والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ففي الحديث أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَه) أخرجه ابن ماجه.
ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
وأسأل الله تعالى أن يوفقك لهذه التوبة النصوح، ويثبتك على طاعته.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.