2008-03-27 • فتوى رقم 28134
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد نذرت لله رب العالمين بأن أخفظ القرآن الكريم في حالة حدوث أمر، ولا أدري إن حدث أم لا، وكذلك فقد كانت لي رغبة بحفظه قبل النذر، فما أفعل؟
أعلمونا، جزاكم الله عنا خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالوفاء بالنذر الصحيح عند حصول المنذور واجب على المسلم، وهو مأجور في وفائه بالنذر، قال الله تعالى مادحا الموفين بنذرهم: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ [الإنسان:7].
فعليك إن حصل ما نذرته أن تفي بما نذرته، ولو بدأت في حفظ القرآن الكريم الآن ولو قبل حصول المنذور مع مراجعة ما تحفظه لك في ذلك عظيم الأجر إن شاء الله تعالى.
فإن من حفظ القرآن الكريم وعمل بما فيه، أثابه الله على ذلك وأكرمه يوم القيامة، حتى إنه ليرتقي في درجات الجنة على قدر ما يقرأ ويرتل من كتاب الله، فعن عبد الله ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها). أخرجه الترمذي وأبو داود.
ومن عظمة القرآن الكريم أن ثواب حفظه والعمل به لا يكون لصاحبه فقط بل يتعداه إلى والديه, قال صلى الله عليه وسلم :(من قرأ القرآن الكريم وعمل به ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا فما ظنكم بالذي عمل بهذا) أخرجه أبو داود.
ولكن يجب على حافظ القرآن الكريم أن يتعهده بالتلاوة حتى لا ينساه لقوله عليه الصلاة والسلام:( تعاهدوا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها). أخرجه البخاري ومسلم.
وأتمنى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.