2008-03-27 • فتوى رقم 28136
السلام عليكم
الآن جاء الوقت الذي أضع فيه حدا للدمار الذي أنا فيه، لا يوجد من أفضفض له أحد غيرك لأنك بما أنك مفتي عالم بأمور الدين وأنت أدرى، أنا كلها 4 أشهر ويصبح عمري 18 سنة أي مسؤول أمام القانون والمجتمع، كلما أحاول أن أبتعد عن ما كنت فيه أقسم أقسم بالله أنني لا أعلم لا أدرس، وكما يقال أحس يأنني أريد أن أبكي، وروحي تريد أن تخرج من جسدي، وأعصب على أهلي وأصرخ في وجههم، وأتعارك أنا وأصدقائي، وأعود وأفعل كل مابوسعي، ولكن دون أي تغيير فلذلك لدي خيارين هما:
1 _ أن أنتحر وأخلص نفسي من العذاب.
2 _ أو أختار الطريق الذي أشعر فيه بارتياح ولكن بعد تعمق في التفكير.
وشكرا جزيلا لك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالانتحار كبيرة من كبائر الذنوب، وهو قتل النفس متعمداً. وربنا – جل وعلا – يقول: ((ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)) والمؤمن لا يجوز له أن يقتل نفسه.، قال الله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً)، وقد كان رجل من الصحابة أبلى في الجهاد بلاء حسناً، وكان له مواقف جيدة في قتال الكفار، ولما انتهت المعركة وكان به جرح لم يصبر على الألم، فقتل نفسه فسئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم، - فقال هو في النار – وأخبر صلى الله عليه وسلم – أنه من قتل نفسه بحديدة فإنه يعذب يوم القيامة في النار بهذه الحديدة التي قتل بها نفسه، ثم أتخلص نفسك من عذاب الدنيا بقذفها في عذاب أشد وأعظم في الآخرة؟!
نصيحتي لك أن تتذلل على أعتاب الله، وتتضرع له بدعاء المضطر، وتبكي على بابه، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب منه العون، وتسأله العفو والعافية والهدوء والراحة والطمأنينة، لاسيما في الثلث الأخير من الليل، فإنه وقت إجابة، وعليك بالإكثار من تلاوة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الله تعالى، قال الله تعالى: ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب))، وسيزول عنك _إن فعلت ذلك_ ما أنت فيه إن شاء الله تعالى، أسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.