2008-03-30 • فتوى رقم 28206
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
أنا شاب أبلغ من العمر21عاما أحببت فتاة ذات خلق ودين قبل أربع سنوات، واستمرت علاقتنا إلى الآن، تعلقنا ببعضنا كثيرا لدرجة أنها توقظني للفجر يوميا، لكن الثلاث سنوات الأولى لم أكن معها في نفس البلد، والآن وبعد أن عدت إلى بلدي وبعد لقاءات متكررة أصبحت أخاف على نفسي من الوقوع في الحرام، ففاتحت أهلي في الموضوع؛ ليعقدو لي على الفتاة، لكنهم قالوا: ليس قبل أن تنهي دراستك، وأنا بقي لي سنتان للتخرج، حاولت معهم مراراً وتكراراً لكنهم أبوا، وللعلم فأهلها موافقون على زواجنا، وأنا متعلق جدا بها وهي كذلك، سؤالي: هل يجوز لي أن أعقد على الفتاة دون علم أهلي بعقد شرعي وموثق في المحمكة، سيما أننا في بلدنا المغرب يسمح للفتاة أن تزوج نفسها عند القاضي أو من ينوبه إن كانت عاقلة ورشيدة وتبلغ أكثر من 18 سنة، وبعد أن نجهز نفسنا وننهي دراستنا نخبر أهلي وأهلها؟
أرجوكم أفيدوني في القريب العاجل لأنني جهزت كل أوراقي وأنتظر جوابكم، وللعلم أنا أحفظ كتاب الله كاملا، ومجاز فيه بقرآءة ورش ومن المحافظين على كل الصلوت في المسجد، وأحسبني من الملتزمين وأخاف على نفسي من الوقوع في الحرام إن لم أعجل بكتابة العقد؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرشدك إلى أن تحاول مرة أخرى مع أهلك عن طريق توسيط كبار العائلة وأصحاب المكانة فيها، وأن تقنعهم بضرورة التعجيل في العقد بكل الوسائل الممكنة، فإن لم ينفع ذلك، فلك أن تتزوج منها في الوقت الذي تريد، واحرص على أن يكون ذلك بعلم أهلها،
فذهب جمهور الفقهاء إلى أن زواج البكر بدون ولي باطل، وبذلك أخذت بعض القوانين العربية للأحوال الشخصية، وذهب الحنفية إلى أن زواج الفتاة البكر بدون موافقة الولي صحيح إذا كانت عاقلة بالغة واستوفى العقد شروطه الشرعية، وبه أخذت بعض القوانين العربية، ولكنني لا أرجح القيام بذلك، لما قد يترتب عليه من آثار اجتماعية غير مستحسنة.
أسأل الله تعالى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.