2008-03-31 • فتوى رقم 28256
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قاطعني بعض أقاربي ومنعوا زيارتي، وأنا أعرف منزلة صلة الرحم وأهميتها للمسلم وأنها مشتقة من اسم الله، وفي نفسي أجد حرجا من زيارة أقاربي في منازلهم، فهل تجزئ عن زيارتهم مكالمتي الهاتفية لهم للاطمئنان عليهم وصلة الرحم، وكذلك رسائل الموبايل والبريد الالكتروني؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف في أنّ صلة الرّحم واجبة، وقطيعتها معصية كبيرة، لقوله تعالى :«وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ» (النساء: من الآية1)
وقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم : «من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليصل رحمه» رواه البخاري.
فعليك أن تصل رحمك ولو كان سبب القطيعة منهم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها)) رواه البخاري.
وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: ((لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك)) رواه مسلم.
فعليك أن تصلهم على قدر إمكانك بحيث لا تعد قاطعا للرحم عرافا، سواء بالرسائل أو بالزيارة على قدر الإمكان، وأسأل الله لك التوفيق وعظيم الأجر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.