2008-03-31 • فتوى رقم 28276
أمي من طباعها العصبية والكلام الساخط، وتحب أخي الصبي أكثر منا، وتميزه علينا بكل شيء، وتدعو له دائماً، أما نحن تدعو علينا دائماً، مع أننا نحاول إرضاءها دائماً.
هل دعائها علينا مستجاب، وما حكم أنها تميز أخي علينا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالواجب على الأولاد بر والديهم والإحسان إليهما وطاعتهم، وعدم عقوقهم أو معاملتهم بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} [الإسراء:23].
وقد حذر الشارع من عقوق الوالدين، وبين أن دعوة الوالدين على أولادهما مستجابة، لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الوالدان على ولدهما إلا بخير، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم). أخرجه مسلم.
لكن دعاء الوالدين على ولدهما بغير حق فلا يجوز، والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له إن شاء الله تعالى كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) أخرجه مسلم.
وعلى الوالدين أن يعدلا بين أولادهم، فإن ذلك يساعد الأولاد على برهم، فقد أخرج الإمام مسلم عن النعمان بن بشير قال: انطلق بي أبي يحملني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، اشهد أني قد نحلت النعمان كذا وكذا من مالي، فقال: (أكل بنيك قد نحلت مثل ما نحلت النعمان؟) قال: لا، قال: (فأشهد على هذا غيري)، ثم قال: (أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟) قال: بلى، قال (فلا إذا).
وفي رواية الإمام البخاري: قال (أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟). قال: لا، قال: (فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) فرجع النعمان فرد عطيته.
لكن إن وقع من أحد الأبوين حيف ومحاباة لأحد الأولاد، فعلى الباقين أن يستمروا في برهم بوالديهم، ولا يكن ذلك سبب لعقوقهم، بل يوجهون نصيحهم لوالديهم بأدب ولطف وحكمة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.