2008-04-05 • فتوى رقم 28445
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم الجدال حول قضايا دنيوية ودينية وسياسية وأخرى؟
أعلمونا، جزاكم الله عنا خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالجدل قسمان: ممدوح ومذموم.
فيكون الجدل ممدوحاً شرعاً إذا قصد به تأييد الحقّ، أو إبطال الباطل، أو أفضى إلى ذلك بطريق صحيح.
قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[النحل:125].
أما الجدل المذموم فهو كلّ جدل بالباطل، أو يستهدف الباطل، أو يفضي إليه، أو كان القصد منه التّعالي على الخصم والغلبة عليه، فهذا ممنوع شرعاً، ويتأكّد تحريمه إذا قلب الباطل حقّاً، أو الحقّ باطلاً.
وقد يكون الجدل مكروها إذا كان القصد منه مجرّد الظّهور والغلبة في الخصومة. فقد أخرج أبو داود عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء [الجدال] وإن كان محقا).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.