2008-04-07 • فتوى رقم 28500
هل يجوز للمرأة أن تبتعد عن أهل زوجها، وخاصة أخواته، وعدم الزيارة إلا عند أداء الواجب فقط، وهذا بسبب أذاهن الكثير والمتكرر وأمام الزوج الذي لا يدافع عنها ولو بكلمة، المهم عنده رضا أخواته، فهو لا يبالي لما يحدث لزوجته من أذى ولا لأهلها، رغم أن أخواته عاملتهم الزوجة بكل حب ومودة، ولكن يردون الخير بالشر، سامحتهم كثيراً لأجل مرضاة الله والزوج، لكن الآن لم يعد في استطاعتي العفو، وخاصة لأن زوجي لم يقدر كل ما عانيته لأجله من إهانات، فاليوم أنا لا أمانع من زيارته إلى أهله ولا قيامه بواجبه تجاههم، لكن أنا لا أريد السماح ولو قليلاً عنهم إلا عند الواجب (المرض، الأفراح، المناسبات، الأعياد) وفقط، ولا أمنع أولادي أيضا من زيارتهم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرشدك إلى أن تستمري في معاملة أهل زوجك وأخواته بالحسنى إرضاءً لله تعالى ثم لزوجك، وهو مما تتقربين به إلى الله تعالى، وتؤجرين عليه، فحينما يروا إحسانك إليهم يشعرون في الغالب بخطئهم إن كانوا يسيؤون إليك، فتنقلب الإساءة إليك إلى إحسان إن شاء الله تعالى.
وأسأل الله تعالى أن توفقي لذلك.
لكن إن رأيت أن التقليل من زيارتهم يصلح الأحوال ويدفع المشاكل، فلا بأس بذلك إن شاء الله تعالى.
والزواج في حقيقته صلة بين أسرتين وليس بين زوجين فقط، فعلى الزوجة أن تتحبب لأسرة زوجها بكل وسائل التحبب المشروعة إكراما لزوجها، وعلى أهل الزوج أن يتحببوا لزوجة ابنهم بكل الوسائل أيضا إكراما لابنهم، وبذلك يتم الترابط والتعاون، وإذا ساءت العلاقة بين أسرتي الزوجين لأسباب ما فعلى الزوجين معا أن يحاولا الإصلاح.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.