2008-04-09 • فتوى رقم 28539
السلام عليكم
ما هو تفسير الآيات (106-107- 108) من سورة هود:
﴿فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ [هود:106-108]
وجازاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
يقول الله تعالى: ﴿فأما الذين شقوا﴾ في علمه تعالى ﴿ففي النار لهم فيها زفير﴾ صوت شديد ﴿وشهيق﴾ صوت ضعيف، وهما أشنع الأصوات وأقبحها ﴿خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض﴾ أي مدة دوامهما في الدنيا، فلا ينقطع عذابهم ولا ينتهي, بل هو دائم مؤكَّد ﴿إلا﴾ غير ﴿ما شاء ربك﴾ من الزيادة على مدتهما مما لا منتهى له والمعنى خالدين فيها أبداً ﴿إن ربك فعال لما يريد * وأما الذين سعدوا﴾ وأما الذين رزقهم الله السعادة ﴿ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا﴾ غير ﴿ما شاء ربك﴾ كما تقدم، أي إلا الفريق الذي شاء الله تأخيره, وهم عصاة الموحدين, فإنهم يبقون في النار فترة من الزمن, ثم يخرجون منها إلى الجنة بمشيئة الله ورحمته، ودل عليه فيهم قوله ﴿عطاء غير مجذوذ﴾ غير مقطوع عنهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.