2008-04-10 • فتوى رقم 28606
أقول في كثير من المرات أن الله لا يستجيب دعائي، وتختلجني حالة من القنوط، ولكن لا أترك الدعاء أبداً، علماً أن الله سبحانه يقول: يستجاب لأحدكم ما لم يستعجل، هل هذا يمنع عني الإجابة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك عند الدعاء تيقن الاستجابة في الدنيا أو الآخرة، فقد أخرج الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه).
ثم إن العبد المؤمن إذا دعا الله تعالى إما أن يستجيب له في الدنيا، أو يؤخر الاستجابة للآخرة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني و وعدتك أن استجبت لك فهل كنت تدعوني ؟ فيقول : نعم يا رب فيقول أما أنك لم تدعني بدعوة إلا استجيب لك فهل ليس دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك فيقول : نعم يا رب فيقول : فإني عجلتها لك في الدنيا و دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا قال : نعم يا رب فيقول : إني ادخرت لك بها في الجنة كذا و كذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له إما أن يكون عجل له في الدنيا و إما أن يكون ادخر له في الآخرة قال : فيقول المؤمن في ذلك المقام: يا ليته لم يكن عجل له في شيء من دعائه). أخرجه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
فما عليك سوى الاستمرار في دعاء الله تعالى بقلب موقن بالإجابة، مع الإلحاح، خصوصاً في جوف الليل، ولا تقنطي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.