2008-04-11 • فتوى رقم 28611
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
شيخنا الفاضل أشكو لله ثم إليكم ما أنا فيه من صراعات نفسية أتخبط فيها من تفاؤل مؤقت وتشاؤم كذلك، حتى من جانب العبادة فقلبي أحس به ميتا ولا حياة فيه، وسلوكي غامض ومظلم تارة وتارة أخرى مشرق، وأعشق الخلوة أحيانا وأخرى أعشق الاجتماع، وما من قول أقوله أو فعل أقوم به إلا وهو مسبوق بتشاؤم ومتبوع به، ولا أحب القيام بأفعال أعرف أنها تفيد بسبب الأوضاع الاجتماعية في بلدي، لا أقوم بها لأني غير مقتنع بجدوتها، وأنها مضيعة للوقت والمستقبل، وحقا أقع في بعض الأحيان في غيره على الآخرين دون حسدهم وتارة أخرى أتمنى الرحيل إلى الخالق، ولكن لا عمل أقوم به، وأحسن عمله، وأكمله والرياء الرياء لا أدري حقا إن كنت فيه أم لا، لقد سأمت هذا الطابع الحياتي ولم أجد حقيقتي التي أريد أن أكون عليها لا مع المؤمنين، ولا مع العاصين، ولكن بين ذلك فبماذا ترشدني؟
أعلمونا جزآكم الله عنا كل خير...
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى لا سيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وعليك أن تعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، وتسأله العفو والعافية والهدوء والراحة والطمأنينة، وعليك بالإكثار من تلاوة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الله تعالى، قال الله تعالى: ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب))، وذلك من الصلاة والسلام على النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم، مع المحافظة على أدعية الصباح والمساء، ودعاء الله تعالى.
وأسأل الله تعالى أن تتخلص مما تعاني منه، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.