2008-04-11 • فتوى رقم 28616
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثت لي مشكلة مع شاب كان مخموراً، حيث سبني وشتمني، فلم أصبر على هذا، فتعاركت معه وتغلبت عليه، فتدخل أشخاص بيننا لفك الشجار، حينئذٍ أخرج هذا الشاب سكيناً لضربي، فتدخل الأشخاص مرة ثانية، لكنه عزم على ضربي بالسكين، فقال لي صديق لي كان هناك: عليك بالفرار، فقلت في نفسي: إنني لا يجب أن أوصل نفسي إلى التهلكة، وفررت.
وبعد الغد رجعت إلى عين المكان للالتقاء به فلم أجده، ووجدت صديقه، فقال لي: إنه يعتذر منك ويطلب منك مسامحته.
لكن أنا ينتابني نوع من الإهانة كوني فررت (علماً أنني لم أكن أعلم حكم الشرع في دفع الصائل إلى غاية القتل)، وأنا الآن جاهز لمواجهته مرة أخرى.
فهل أواجهه فارغ اليدين، أم أحمل معي سكيناً أو شيئاً آخر للحيطة، أم ماذا أفعل؟
أفيدونا، جزاكم الله الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبما أن ذلك الشاب كان مخموراً فهو لم يتعد عليك وهو واع لما يفعل، وكان عليك تجاهله ابتداءً لذلك، ولقد أحسنت بتركك له حين أخرج السكين، وبما أن صديقه نقل لك اعتذاره عما كان منه وهو دون وعي فأرى أن تقبل اعتذاره، وتسامحه، ولا تقابل السيئة بمثلها، بل اعف واصفح لتكسب أجر العافين عن الناس، وأجر المحسنين، وهو أجر عظيم جداً، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران:134].
وأتمنى لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.