2008-04-14 • فتوى رقم 28696
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لدى استفسار عن فتوى تتعلق بأمر شخصي حدث لي:
وهو أنني فتاة أتكلم بالهاتف مع شاب وشيئا فشيئاً وجدنا نفسينا نمارس العادة السرية في آن واحد أي في وقت واحد، ونحن نتحدث عبر الهاتف مع إصدار أصوات لنا، والتخيل مع بعضنا مع الكلام المباشر عن وضعيات جنسية، ووصف مراحل العلاقة الجنسية بيننا، علما أننا نبتعد عن بعضينا حوالي 800كلم أي بين بلدينا، أفيدوني لو سمحتم هل هذا يعتبر زنا ومتى يقع الزنى الحقيقي؟ وما هي شروطه لتحققه أم ما هو حكمه؟
فوالله نادمة كثيراً عن ما جرى لي علما أننا كنا نجهل ما ستحكمونه على هذه العلاقة أي بدون وعي إسلامي.
اللهم اهديني واهدي جميع شباب المسلمين
بارك الله فيكم وعلى جهودكم وجعلها الله في ميزان حسناتكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه هو من المعاصي، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، وإن لم يعتبر زنا، فهو من مقدماته، والله تعالى نهانا عن ذلك أيضاً فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)، [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وأن تبتعدا عن كل ما يقرب من المعاصي، مع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، وأرجو أن توفقوا لذلك كله، وأدعو لكم بالتثبيت على التوبة.
وعليك أن تبتعدي عن الحديث مع هذا الشاب أو غيره، فالحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة، لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، ولا أرى أن هذا من باب الضرورة، بل هذا من تسويل الشيطان ومكائده.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.