2008-04-14 • فتوى رقم 28702
السلام عليكم
فضيلة الشيخ: أعيش في أوروبا، وهناك دائماً فائدة على حسابي البنكي، أقصد ربا، ماذا أفعل بهذه الفائدة؛ هل أرميها مثلاً؟
وثانياً: هل يجوز لي خاصة أن أضع هذه الفائدة البنكية في معهد يعلم اللغة العربية في أوروبا؟
حياكم الله.
والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالإيداع في البنوك الربوية للاستثمار محرم؛ لأنه ربا محرم شرعاً قال تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278].
فعليك أن تسحب مالك منه، وليس لك الانتفاع بالفوائد الربوية في شيء، ففي الحديث: (وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به) رواه الترمذي وغيره، فإن لم تقبض الفوائد الربوية فلا تقبضها، أما إن قبضتها فعليك أن تتخلص منها بدفعها إلى الفقراء والمساكين من غير زوجك وأولادك لا طمعاً في الأجر والمثوبة؛ لأن الله تعالى لا يقبل إلا طيباً، ولكن كفارة عن الخطأ الذي وقعت فيه، وتخلصاً من المال الحرام، والفقراء يأخذونها حلالاً إن شاء الله تعالى؛ لأن الحرام لا يتعدى الذمتين.
أما الإيداع في البنوك الربوية للحفظ فيجوز إذا كان بدون فوائد، إذا لم يوجد مكان للحفظ غيره، وإذا وجد غيره بطريق مباح فلا يجوز الحفظ فيه؛ لأن البنك يستفيد من الربا لنفسه، فتكون معينا له على الحرام، ومشاركا له في الإٌثم.
ولك أن تستثمر مالك في البنوك الإسلامية إن وجدت لديكم، أو في شركات إسلامية، فإن الموارد التي تأتي منها حلال إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.