2008-04-14 • فتوى رقم 28704
السلام عليكم
فضيلة الشيخ: هذا السؤال متعلق بمذهب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه، فقد قال إمام مسجدنا (وهو من مذهب أبي حنيفة) أن بعض الأحناف (وذكر أسماء بعينها) من علماء المذهب، يجيزون للمرأة التي أسقطت جنينها أن تتوقف عن الصلاة، وأن تعتبر دمها دم نفاس، حتى لو لم يتخلق الجنين، ولو كان مضغة أو علقة.
وقد أثار كلام الإمام شكوك المصلين، فأرسلنا إليك هذه الرسالة للتوضيح.
بارك الله فيك، وحياك الله.
والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد اختلف الفقهاء بالنّسبة لاعتبار أمّ السقط نفساء أم حائض، وما يتطلّبه ذلك من تطهّر:
فيرى الحنفيّة والحنابلة أنّه إذا لم يظهر شيء من خلق الجنين، بحيث لا يرى له يد ورجل ولا غير ذلك من المعالم، فإنّ المرأة لا تصير به نفساء، بل يعتبر الدم النازل حيضاً إن استمر ثلاثة أيام فأكثر، وله كافة احكام الحيض، وإن انقطع قبل ثلاثة أيام فهو استحاضة، وإذا كان الجنين المجهض بين المعالم، فهو دم نفاس، وله كافة أحكام النفاس.
ويرى المالكيّة في المعتمد عندهم، والشّافعيّة اعتبارها نفساء، ولو بإلقاء مضغة هي أصل آدميّ، أو بإلقاء علقة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.