2008-04-19 • فتوى رقم 28765
أنا مارست الجنس من قبل، وحملت مرتين، وأجهضت وأفطرت يوما في شهر رمضان مع شخصٍ هو زوجي في الوقت الحالي، ما هي الكفارة، مع العلم بأني أنا وزوجي في أشد الندم على ما فعلناه؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه سابقاً من أكبر المعاصي، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والآن عليك ستر نفسيكما، وعدم إخبار أحد بما كان منكما، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت.
ثم إذا تم الزنا في نهار رمضان فعليكما القضاء والكفارة، والكفارة صيام ستين يوما متتابعة، بعد قضاء اليوم الذي أفطرتما فيه، ولا تصح متقطعة، فإن عجزتما عن الصيام لشيخوخة أو مرض فلكما إطعام ستين مسكينا أو كسوتهم، فسارعيوا إلى التوبة النصوح، مع الكفارة، وكل ما سبق يشملك أنت وزوجك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.