2008-04-19 • فتوى رقم 28846
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
فضيلة الشيخ، لدي مشكلة، ولا أدري كيف أتصرف.
كثر همي وكربي، وألتجئ إليكم بعد الله سبحانه وتعالى لمساعدتي ونصحي بما يرضاه الله.
مند سنة أراد خطبتي شاب، بعد تفكير ومشاورة للأهل وافقت على تقدمه، أخبر عائلته وكانت موافقة، قبل موعد الخطبة بأيام قليلة غير والديه رأيهما بقولهما أنهما لا يعرفاني ولا يعرفان عائلتي، فنحن من مدينتين مختلفتين.
حاول أن يقنعهما مرات، لكن كان يقابل بالرفض التام وبقطع العلاقة معه، وهذا ما لا نقبله أبداً.
لسوء حظنا نحن نحب بعضنا، ونريد تكوين أسرة معاً، لكن بموافقة ومباركة أهله طبعاً، فرضاهم من رضا الله.
آسفة لأني تجرأت وتكلمت عن مشاعري نحوه، لكني لم أعرفها إلا بعد طلبه الزواج مني، لطالما كنت معجبة بأفكاره، شخصيته، احترامه ومحافظته.
حاولت إقناع نفسي بأن عدم موافقة أهله دليل على أنه ليس من نصيبي، لكن بدون جدوى، أحس بنوع من الظلم وبأمل كبير جداً، ورجاء في تغيير رأيهم.
أفدني أرجوك إن كنت على خطأ، هل عدم موافقة أهله دليل على أنه ليس من رزقي، هل يجب علي الاستسلام، هل أقترف دنباً لأن قلبي يحبه، أرجو أن لا تفهم هذا الحب بمعنى أننا نقيم أو أقمنا علاقة غرامية معاً، هل أقترف ذنبا لأني أريد أن أتزوج بمن ارتاح معه قلبي، واستطعت بأن أفكر فيه كأب لأبنائي.
أضيف إلى علمكم أن سني 27 سنة، وسنه 39 سنة.
أفدنا أرجوك: ماذا نفعل أمام رفض والديه لي دون حتى لقائي أو معرفتي؟
لكم جزيل الشكر على المساعدة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالله تعالى يعلم السر وما هو أخفى من السر، ويعلم ما كان وما سوف يكون إلى يوم القيامة، ولا يمكن أن يقع شيء خلاف علم الله تعالى، فلا يمكن أن يتزوج أحد امرأة لم يكتبها الله تعالى له، ولكنه يفتش عنها لأنه لا يعلم ما كتب الله تعالى له، ولا بد أن يتحقق فيه علم الله تعالى.
فعليك أن توقني بذلك، ثم الإكثار من دعاء الله تعالى بأن يختار لك الخير، وأرجو أن تطمئني إلى أن القدر قد خبأ لك الخير والبركة، والله تعالى عالم بك وحكيم وقادر، ولذلك ما عليك إلا أن تطمئني إلى أن الفرج قريب بإذن الله تعالى فلا تحزني، ولا تضيعي ثقتك بالله تعالى، قال تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:216].
وأسأل الله تعالى أن يفرج كربك، ويهيء لك الزوج الصالح، الذي تسعدين معه في الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.