2008-04-20 • فتوى رقم 28870
ما حكم الدين في الرجل الذي يرى زوجته تهان وتشتم هي وأهلها من طرف أخواته، ولا يتدخل ولكن عندما تحتج وتبتعد عن زيارتهم يرفض ويصبح باستطاعته الدفاع عن أخواته، وإن كانتا ظالمات، أليس الرجال قوامون على النساء؟ أليس من حق الزوج أن يشعرها بالأمان؟ وخاصة إذا كانت زوجته امرأة مسالمة لا تحب المشاكل، وتعمل دائما لإرضاء ربها و زوجها وعائلة زوجها أيضا، فأنا من رأيي الشخصي أظن أن هذا الرجل سيفقد احترام زوجته، ويكون كره الزوجة لأخواته لا بسبب الأذى الذي يتسببوا به لها، بل لكون الرجل ليس عادلا ينصف الظالم من المظلوم، علما أن الزوجة تستطيع الدفاع عن نفسها، لكن احتراما لزوجها ولأخلاقها لا تفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى الزوج أن يكون عادلا وحكيما في التعامل مع المشاكل التي قد تقع بين زوجته وأهله، وعليه أن يجتهد في الإصلاح والبعد عن المشاكل قدر الإمكان، وعليك أن تصبري على ما يكون من زوجك ما دمت قادة على الصبر، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه، وتتحايلي في تغيير طبعه، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك أيضا، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولتجتهدي في تحسين خلقك تجاه أهله أيضاً، ولتكن علاقتك بهم رسمية إن خفت المشاكل، وأكثري من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال، وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلى كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، وعلى كل منهما أن يعتذر للآخر إذا أخل بواجبه نحوه، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خيرالزوجين من يسامح أكثر، وليس من بحاسب أكثر.
والزواج في حقيقته صلة بين أسرتين وليس بين زوجين فقط، فعلى الزوجة أن تتحبب لأسرة زوجها بكل وسائل التحبب المشروعة إكراما لزوجها، وعلى أهل الزوج أن يتحببوا لزوجة ابنهم بكل الوسائل أيضا إكراما لابنهم، وبذلك يتم الترابط والتعاون.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.