2008-04-27 • فتوى رقم 29106
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعلم بأن الميت له حياة غير عن حياتنا، وأعلم من خلال جوابك لأحد الأسئلة بأن الميت يسمع الزائر عند إلقاء السلام عليه.
سؤالي هنا: أمي وأبي ماتوا رحمة الله عليهما، فهل يا ترى يجتمعان بحياتهم التي في القبر، يعني أقصد: هل الموتى إذا كانوا من أهلاً وصالحين، هل يجتمعون معاً؟
أرجو إفادتي، فأنا أمي وأبي ماتوا وهم يتشهدون، ودائماً أراهم بمنامي مرتاحين، ومع بعض.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالله سبحانه وتعالى أعلم بحال الأرواح، وكما ذكرت، فإن حياتهم غير حياتنا، وهي من الغيبيات التي لا نعلم عنها شيئاً إلا عن طريق الخبر الصادق.
وإليك ما أخرجه ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن المؤمن إذا قبض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء، فتقول: اخرجي إلى روح الله، فتخرج كأطيب ريح مسك حتى إنهم ليناوله بعضهم بعضا يشمونه، حتى يأتون به باب السماء فيقولون: ما هذه الريح الطيبة التي جاءت من الأرض؟ ولا يأتون سماء إلا قالوا مثل ذلك، حتى يأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أهل الغائب بغائبهم، فيقولون: ما فعل فلان؟ فيقولون: دعوه حتى يستريح، فإنه كان في غم الدنيا، فيقول: قد مات أما أماتكم؟ فيقولون: ذهب به أمه الهاوية، وأما الكافر فيأتيه ملائكة العذاب بمسح فيقولون: اخرجي إلى غضب الله فتخرج كأنتن ريح جيفة فتذهب به إلى باب الأرض).
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من ولى أخاه فليحسن كفنه، فإنهم يتزاورون فيها).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.