2008-04-27 • فتوى رقم 29112
السلام عليكم
أراد أحدهم الزواج مني لديني رغم أنه لم يرني، فكلمني في ذلك، وكلم أبي فأرسل أباه ليعرف عائلتي، فقال أنه وجد كل خير، فاستخرت فأخبرني أنه قادم من الخارج لخطبتي في شهر 6 ، وقد تأكدت أكثر من خلق الشاب ودينه من خلال خلق الأب ودينه، علما أنه يقوم ويصوم ويحضر محاضرات، ومخيمات دينية ومن منطقة معروف عنهم الخلق والمروءة والأصالة، بعدها أخبر أحدهم أبي أن زميلي في العمل يريد خطبتي لخلقي وديني، ولأني من نفس المنطقة لكنه أكبر سنا بـ15 سنة ولا أعرف عن دينه شيئا سوى أنه يصلي الجمعة، أبي بعد فرحه بالأول نصحني بالثاني لأبقى قريبة وأخي خوفني من العيش خارج تونس، ومن الحالة المادية إذا لم أجد عملا في الخارج بسبب حجابي، وقال لي انتبهي من الفرق في المستوى الدراسي، أمي تميل للأول وأخي الأخر قال لي لا تهتمي للشهادات ولا للماديات واستخيري لتختاري، أما أنا فأقول بقول الرسول(صلى الله عليه وسلم) : الدين والخلق مضمونان بإذن الله، والأرزاق بيد الله، وفي الخارج أكثر حرية دينية ثم إني ارتحت كثيراً للأول، وأحببت أباه، استخرت وها أنا أستشير، فانصحني يا شيخا أعزك الله وزادك علما وثباتا وإخلاصا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور،( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً، ولتختاري بعد ذلك من يطمئن إليه قلبك، وينشرح له صدرك، والأفضل صاحب الخلق والدين ولاشك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.