2008-04-27 • فتوى رقم 29139
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم البنت التي قد بلغت ولم تتحجب، فهل الأم تأثم بالرغم من أن الأم تحاول معها كل ما بوسعها من الأساليب التي ترضي الله، لكن بلا جدوى، ونحن نعيش في كندا، وأخاف أن أضغط عليها أكثر فيؤدي ذلك إلى فقداني لها.
هي عمرها 13 سنة، وتصلي كل الصلوات في أوقاتها، ومؤدبة، وتصوم الشهر كله، لكن مسألة الحجاب مضايقيتها لأجل تلاميذ المدرسة الذين بصيروا يضحكوا عليها ويستفزونها، وهي قلقة من ذلك.
وفي كندا يوجد مدارس عربية، ولكن لا أستطيع تسجيلها لغلاء أسعارهم، وأنا أم مطلقة، والحكومة تصرف علينا بقدر الاحتياجات اللازمة فقط، ولا يعدوا المدرسة الخاصة بلغتنا أمر ضروري لغلاء السعر.
أرجو إفادتي بأن تنصحوني كيف أقنعها بالحجاب في كندا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى الأهل إن بلغت ابنتهم سناً تشتهى فيه (بعد الثامنة أو التاسعة) أن يعودوها على الحجاب بالتدريج والإقناع، وذلك يختلف من بنت لأخرى ومن بيئة لأخرى.
فإذا بلغت بالحيض أو أتمت الخامس عشرة، وجب عليها ارتداء الحجاب وجوبا شرعيا.
وأنت الآن مكلفة بأمرها بالحجاب وحضها عليه، وعليك أن تتبعي لأجل ذلك سبيل الحكمة والإقناع، وباللين واللطف والرحمة، وتعلميها أن ذلك فرض من الله، ونحن عباده، وأنها إن لم تلزم به فسيحاسبها الله تعالى على ذلك يوم القيامة، وتكرري ذلك عليها في أوقات الراحة، وتحاولي جهدك ربطها بفتيات مسلمات صالحات متحجبات، فإن ذلك أدعى لها على التزامها بالحجاب.
فإن لم يفد ذلك فلك أن تتبعي أسلوباً أقسى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَاأَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم:6].
فإن فعلت ذلك فقد أديت واجبك أمام الله تعالى، وأبرأت بذلك ذمتك.
وأرشدك في كل الأحوال إن لم تستطيعي تنشأة ابنتك في كندا النشأة الإسلامية، وكنت تستطيعي الانتقال للعيش في بلد إسلامي، فلا تقصري في ذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.