2008-04-27 • فتوى رقم 29169
بسم الله الواحد الصمد، والصلاة والسلام على نبي الرحمة.
شيخنا الجليل: السلام عليكم.
شخص كان رأسماله كله حرام، بعد مدة قرر التوبة فتخلص من ماله وانطلق من جديد برأس مال حلال بعد أن أعاد الحقوق لأصحابها.
المشكلة هي أنه لما كان يتاجر بمال حرام أعطى لأخيه مبلغا من المال على سبيل المساعدة، هذا الأخ استثمر ماله في مواد البناء ونجح وهو حاليا يقتات من نشاطه هذا برأس حرام الذي سبق وأن أعطيته له. ولأننا نعيش مع بعضنا فطبيعي أن يكون بيننا اختلاط في الرزق، حيث أنني تائب حاليا، ويحدث أحيانا أن أكل مما يشتري هو، فهل رزقه علي حرام، وهل يجوز أن نفتح أنا وأخي محلا تجاري آخر بالمناصفة هو بماله الذي كونه من تعبه، ولكن برأس مال حرام، وأنا بمالي الجديد الحلال، مع العلم أنه هو لا يدري أن مالي الذي أعطيته له حرام؟
والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما أخذه أخوك منك صدقة أو هدية هو من المال الحلال بالنسبة له؛ لأن الحرام لا يتعدى الذمتين، ولك الأخذ والأكل من ماله، ولك مشاركته والعمل معه أيضا، وأسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك، وأن يغنيك بالحلال عن الحرام.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.