2008-04-28 • فتوى رقم 29187
السلام عليكم
سؤالي معقد قليلاً، لكن أرجو الإجابة.
قبل سنتين ذهبنا إلى سيدة يقال أن لديها طب أعشاب من أجل الحمل، ولكن طلبت مني وضع حجاب مكون من (ملح، جلد ذئب، حبات قمح) فهل يجوز وضعه؟
وهل هذا يدل على أنها ساحرة، مع أنها سألتني أيضاً عن اسمي واسم أمي؟
وقد وصلني كلام لست متأكدة منه كليا، أنها قالت إنني لن أستطيع الإنجاب حتى أعود إليها، فهل يجب أن أعود؟
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالرقية الشرعية المباحة هي التي تكون بالقرآن الكريم أو بأسماء الله تعالى الحسنى, أو بالتسبيح والذكر والدعاء إلى الله تعالى.
وأما المحرمة فهي التي تكون بما فيه شرك، أو بألفاظ غامضة أو ما أشبه ذلك، ومنه ما ذكرت.
فعليك أولاً أن تتوبي إلى الله تعالى من ذهابك إلى هذه السيدة، ولا تعودي إلى الذهاب إليها مستقبلاً.
ثم عليك أن تعلمي أنه ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة سيخلقهاالله تعالى إلا ستكون، وأن الأولاد نعمة من الله تعالى، وقد يكونون غير ذلك فيمنعهم عنا المولى تبارك وتعالى بحكمته، ومن قدر الله تعالى له الولد فسيرزقه إياه مهما كان، ولا يعني تأخر حصول الولد أنه لن يحصل بعد ذلك، لكن (خلق الإنسان من عجل).
فادعي الله تعالى مخلصة له الدعاء موقنة بالإجابة، فإن أجيب دعاؤك في الدنيا كما طلبت فبها، وإلا فعليك أن تعتقدي أن الله تعالى استجاب دعاءك بأفضل منه، إما في الدنيا بصرف مصائب عنك لا تعلمي بها، أو في الآخرة بجنات عرضها السماوات والأرض، قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة:186].
ثم لو اطلع أحدنا على الغيب لاختار الواقع، فرب ضارة نافعة، ولا يعلم الخير من الشر في الحقيقة إلا الله سبحانه وتعالى.
وأوصيك بالإكثار من الاستغفار، قال سيدنا نوح عليه السلام كما أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً﴾ [نوح:10-12].
وأدعو معك الله تعالى أن يرزقك الذرية الطيبة الصالحة التي تعبده حق العبادة، وأن يرزقك السعادة في الدنيا والمقام العالي في الآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.