2008-05-02 • فتوى رقم 29266
السلام عليكم
أنا طبيب أعمل في مجال جراحة التجميل وغالبية المراجعين من النساء والفتيات اللاتي أجري لهن عمليات لشفط الدهون، وتعبئة الوجه، ونفخ الشفاة وتصغير الأنف وتجميل الثدي وخلافه من العمليات التجميلية المنتشرة حالياً على مستوى العالم العربي، سمعت أن عمليات التجميل إن كانت لتحسين الشكل فهي لا تجوز، ما حكم ذلك؟
وهل هذا يرجع لنية المريض (إن كانت تحسن شكلها لزوجها أم للعامة؟
وهل الذنب على المريض أم على الطبيب أم كلاهما؟ وما حجم الذنب علي الطبيب؟
ولو كان عملي حراما، فهل معنى ذلك أن دخلي ومالي حرام، علما بأن بعض العمليات التي أجريها هي لتصليح عيوب حروق أو تشوهات مولود بها المريض أو قرح أو جروح...، فهل هذا يحلل دخلي إن كان بعضه حراما، علما بأنني أحصل على راتب شهري ثابت مقابل عملي بأحد المراكز الطبية المتخصصة بالكويت، وما أكثر هذه المراكز على مستوى الخليج كله.
أفيدوني وأطلبوا لي العفو والمغفرة من الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كانت الأعضاء المراد تجميلها في شكلٍ مقبولٍ أصلاً، وليست شاذة شذوذاً بيناً، ولا تدعو الحاجة الطبية إلى ذلك، ويمكن إزالة التشويه بدون جراحة مثل الرياضات مثلا، فلا يجوز تجميلها بعمليات جراحية، أما إذا كان حالها على غير ذلك، وكان بالإمكان إجراء جراحةٍ تذهب عنها هذا المنظر غير العادي المحرج أمام الناس، وكانت العملية مأمونة، فلا مانع من إجرائها بشرط اتخاذ الاحتياطات المناسبة لئلا يتسبب عن ذلك ضرر، وأن تكون على يد طبيبة (بالنسبة للنساء) لا طبيب ما أمكن ذلك، فإن لم يوجد إلا الطبيب ووجدت الضرورة فلا مانع من ذلك، علما أنه إن حرمت العملية حرم على الطبيب إجراؤها، ودخله منها حرام، ومن ترك شيئاً لله تعالى عوضه الله تعالى خيراً منه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.