2008-05-02 • فتوى رقم 29283
أنا سيدة متزوجة منذ ثلاث سنوات، وعندي طفل، ولكن المشكلة في زوجي؛ لأني لم أعد أطيقه، وأصبحت أبغض الحياة معه بشدة، وذلك بسبب طباعه السيئة، ولأنه كثير السب، وأحياناً يقوم بضربي لدرجة تصل أحياناً إلى الإيذاء الجسدي.
وقد طلبت منه الطلاق أكثر من مرة، ولكنه رفض، وقال لي: أنا أيضاً لا أريدك، ولكن إذا أردت الطلاق اتركي ابنك واذهبي وإني لا أطيق البعد عن ابني، وفي نفس الوقت أكره زوجي بشدة.
فهل هناك ذنب علي إذا لم أطع أوامره بعد ذلك، أو إذا رفضت إعطاءه حقوقه الشرعية مني، بالرغم من معرفته الكلية بعدم رغبتي بالعيش معه، وأنني مجبرة على ذلك بسبب ابني؟
أفيدوني، أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالأصل أن لا يضرب الرجل أحداً من أفراد أسرته زوجة أو ولداً، وإن كان له حق تربيتهم والقوامة عليهم إذا شذوا عن الطريق وارتكبوا المنكرات ولم يجد معهم النصح والبيان، ففي هذه الحال يجوز له الضرب الخفيف غير المؤذي، قال تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾ [النساء:34]، على أن يكون الضّرب غير مبرّح، ولا مدم، وأن يتوقّى الوجه والأماكن الخطرة، ولا يجوز الضرب تنفيساً عن الكرب والضيق من الغير.
فعلى زوج هذه المرأة أن يلتزم بذلك، ويحترم زوجته، وألا يسرع في مقابلة إساءتها إن أساءت بإساءة أخرى مثلها.
وعلى الزوجة أن تحسن التبعل لزوجها، مع صبرها على ما يصدر من زوجها، ولها في ذلك عظيم الأجر إن شاء الله تعالى، ولتحاول نصحه باستمرار وتطييب خلقه وتتحايل في تغيير طبع الغضب عنده، فكل شيء ممكن أن يكون لكن بالحكمة والموعظة الحسنة، إضافة إلى الصبر على ذلك، مع دعاء الله تعالى له أن يحسن خلقه، خصوصاً في جوف الليل، وتحاول جهدها أن تغير مشاعرها تجاه زوجها، والإلحاح في دعاء الله تعالى أن يزيل ما في قلبها من مشاعر كره لزوجها، حفاظاً على الأسرة من أن تنحل، ولتفكر في المستقبل إن طلقت بمصير ولدها..، وأرجو أن يزول الكثير من هذه المشاعر، وتستمر حياتها هنية مع زوجها.
فإن يئست بعد ذلك وتضررت فلها المخالعة الرضائية من زوجها، أو طلب الطلاق منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.