2008-05-02 • فتوى رقم 29288
السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة, تعرفت على شاب يبلغ من العمر 28 سنة, أحببنا بعضنا ووعدني بالزواج, فعاشرته معاشرة الأزواج، وكان صادقا وأخبر أهله بنيته بالزواج مني, لكنهم رفضوا لأني لا أنتمي لنفس منطقته، حاول إقناعهم بشتي السبل حتى أتوا رغما عنهم وخطبوني من أهلي وتمت الموافقة، لكن بعودتهم إلى ديارهم أخبروه أنهم لن يسامحوه في الدنيا والآخرة إن ارتبط بي، مع العلم أن أهلي شرفاء ويشهد لهم أهل المنطقة، سيدي لقد تبت عن ذنبي وعسى الله يقبل توبتي! أرشدني إلى الحل مع العلم أن أهلي لن يزوجوني لشاب دون موافقة أهله، وأنهم حين أتوا لم يمسهم منا سوء! هل أتحدث إلى أبيه?
هل يجب علي من أحب أن يسترني، أم يجب أن لا يعصي أبويه؟
أرشدني سيدي فقد أقفلت جميع الأبواب في وجهي، ولم يبق لي سوى وجه الله.
وجزاك الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه هو من كبائر المعاصي، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، والله تعالى نهانا عن ذلك أيضاً فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)، [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، مع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وعليك بعد التوبة النصوح أن تتضرعي إلى الله تعالى بتفريج كربك وتيسير أمرك لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وعليك أن تبذلي جهدك بارتباط بهذا الشاب بعقد شرعي سترا للفضيحة، ولا بأس بالطلاق بعد ذلك إذا لم يتم التوافق، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.