2008-05-03 • فتوى رقم 29362
السلام عليكم
لقد راسلتكم من قبل، وأفدتموني جزاكم الله خيرا, أنا امرأة متزوجة ومصابة بالوسواس القهري، وأخاف من الطلاق، وإذا قال لي زوجي أي شيئ أخاف أن يكون معناه الطلاق, واليوم حصل بيني و بين زوجي خلاف حيث إنه قضى طوال اليوم بعد دوامه نائما، وعندما حاولت أن أوقظه بعد العشاء لم يستيقظ إلا ليصلي، ورجع إلى النوم، وقال لي سوف أكمل نومي إلى الغد، وأنا كنت أشعر بالملل الشديد حيث إني أقضي طوال الأسبوع في الدراسة والاختبارات، وفي إجازة نهاية الأسبوع يتركني وحدي وينام طوال اليوم، وهو يفعل ذلك كل أربعاء، فاليوم أخذت ألومه، وقلت له لن أجلس في البيت وحدي مثل كل أسبوع، سوف أخرج مع أهلي فقال لي حسنا (ولكن أظن أنه لم يكن يريدني أن أذهب) وبعد ذلك اتصلت علي أمي وأخبرتها أن ترسل لي السائق كي أذهب إليهم، فسألتني لماذا فأخذت أشكو لها منه (وكان هو يسمعني)، ولكنها رفضت وقالت لي زوجك تعبان هذا ليس سببا للمشاكل، فأصررت أن ترسل لي السائق وأنهت المكالمة، فقال لي زوجي (خلاص روحي اخرجي معاهم وباتي عندهم) فقلت له: لا سوف أرجع إلى المنزل، فقال لي (لا لا ترجعي لي) ولأني موسوسة، قلت له فوراً ماذا تقصد لا ترجعي لي؟
هل تريد أن تتركني؟ فقال لي: لا طبعاًأنا أقصد إنه اليوم نامي عندهم لا ترجعي البيت، وبعد ذلك اتصل أبي على جوالي (لأن أمي أخبرته أن يتصل بي، وينصحني لأنها لم ترد أن ترسل لي السائق) وأخذ يحدثني، وأنا أصر عليه أن يمر علي لأذهب لعندهم، وعندما أنهيت المكالمة قال لي زوجي (خلاص روحي عندهم ونامي هناك، (أو لا ترجعي) ) فقلت له: لا بل سأرجع، فقال لي: (والله ما ترجعي، إذا خرجت معهم لماذا ترجعي! (أو لماذا ترجعي اليوم)؟! لست متأكدة، وأنا بسبب الوسوسة أخذت أبكي بشدة، فقال لي: أنت ما بك؟! كل ما أقول شئيا تصنعي منه قصة، وأخبرني أنه لا يقصد الطلاق أبداً، بل إن قصده هو أني إذا أردت أن أخرج مع أهلي اليوم، أن أنام عندهم اليوم, المهم أنا انتابني بكاء شديد (ولم أخرج من المنزل)، وبعد قليل أتى يريد أن يتحدث معي، وكان غاضبا لأنه سمعني أشكو الأمر إلى أمي، وأخذ يقول لي: ليس كل ما يحدث تقوليه لأمك، وأنا لأني كنت في حالة بكاء شديد، وكان الوساوس مسيطرا علي، لم أرد أن أتحدث معه، وأخذت أقول له: اذهب إلى الغرفة الأخرى، فقال لي: (دائما مشاكل, أنا لا أقبل هذا الأمر، أأقول لأهلك: خذوا بنتكم واذهبوا)، فقلت له: طيب قل لهم ذلك، وازداد بي البكاء، وازدادت بي الوساوس، وأخذ هو يتكلم ويقول أني أحب المشاكل وإلخ... وذهب إلى الغرفة ونام، فهل في أي مما قاله زوجي طلاق؟ وهل من نصيحة؟
وهل هناك دعاء لصرف الوساوس؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبما أن زوجك لم يقصد الطلاق (كما صرح لك بذلك، فلم يقع الطلاق)، وعليك أن تبتعدي عن المشاكل وأسبابها جهد الاستطاعة، وأن تكثري من تلاوة القرآن الكريم والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأكثر من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال وأن يخلصك من هذا الوسواس لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلي كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، وعلى كل منهما أن يعتذر للآخر إذا أخل بواجبه نحوه، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خيرالزوجين من يسامح أكثر، وليس من بحاسب أكثر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.