2008-05-07 • فتوى رقم 29433
ذات مرة داعبت صديقتي المتزوجة في نهار رمضان، وأنزلت المني على ظهرها، علماً بأني وهي كنا صائمين، فما كفارة ذلك يا شيخ، لي ولها؟
جزاك الله عنا وعن المسلمين كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه من أكبر المعاصي، وعليكما ستر أنفسكما وقطع علاقتكما ببعضكما فوراً والمبادرة إلى التوبة نصوحاً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى ذلك أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
والذنب في رمضان أعظم، ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
وعلى من أنزل مع التوبة قضاء يوم مكان هذا اليوم الذي أفطر فيه.
هذا إذا لم يحصل جماع، أما إن تم الجماع في نهار رمضان فعلى كل واحد منكما مع التوبة القضاء والكفارة، وهي صيام ستين يوماً متتابعة، فإذا عجز أحدكما عن ذلك لشيخوخة أو مرض كفاه أن يطعم ستين مسكينا أو يكسوهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.