2008-05-08 • فتوى رقم 29464
أنا أعيش في أمريكا، وقد اشتريت بيتاً بقرض من البنك، وعليه فوائد ربوية كثيرة.
والآن لا أستطيع دفع المبلغ الشهري المقرر علي للبنك.
هل أستطيع التخلي عن الدفع الشهري، وترك البيت، وفي هذه يعرض الببت للبيع في مزاد علني، ويرجع البنك ماله الذي لم أستطيع سداده؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما قمت به من الاستدانة من البنك الربوي بفوائد هو الربا المحرم والمنهي عنه، ولا يجوز أخذ قرض بفائدة، قليلة أم كثيرة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، والاقتراض بالربا لشراء بيت محرم إذا لم يكن ضرورياً (والضروري هو خيمة بالإيجار)، فمن تيسر له خيمة بالإيجار بدون ربا حرم عليه الربا، ومن لم يتيسر له ذلك حل له الأخذ بالربا بمقدار أجرة الخيمة أو أقل مسكن يؤويه مع أسرته، ويحرم عليه الربا فيما فوق ذلك؛ لأن الضرورات تقدر بقدرها.
وعلى المتورط في أخذ القرض الربوي المحرم أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، بما في ذلك المنزل الذي اشتراه بالقرض الربوي، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل.
والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ثم إذا كنت راضية عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.