2008-05-08 • فتوى رقم 29466
فضيلة الشيخ: زوجي يشاهد على الإنترنت مقاطع فيديو لنساء عاريات تماماً في أوضاع غير لائقة، وقد حاولت إقناعة بأن هذا حرام، وأن صلاته تبطل.
لكنه لم يستمع إلي، ولم أستطيع أن أقدم له الدليل القاطع من القرآن أو السنة.
يقول لي: أنا لا أبحث عن هذه المقاطع، بل أجدها صدفة، وأشاهدها من باب الفضول، ولقد أبديت انزاعجي من هذا الموضوع، لكنه قال: عادي، وسألته: هل تقبل أن أشاهد رجالاً عراة، فأجابني: عادي!
أرجو منك المساعدة، جزاك الله عني خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرم لما سوف يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ لأن الرجل الذي يرى هذه الصور الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضا؛ لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
ولا يمكن إباحتها بحال، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!
فعليك أن تعلمي بذلك زوجك، وتنصحيه بحكمة وموعظة حسنة، وتعلميه أنه إن ظهر له المحرم فعليه شرعاً أن يغض بصره مباشرة، ولا يحل له النظر إلى المحرم.
وأسأل الله تعالى أن يجنبنا المعاصي، وأن يوفق زوجك إلى التوبة نهائياً عن مشاهدة المحرم.
لكن مع ما ذكرت من ارتكاب زوجك للمحرم شرعاً، فصلاته صحيحة إن استوفت شروطها وأركانها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.